تخمير الأطعمة والبكتيريا الصديقة

 إن عملية التخمير ليست عملية حديثة بل هى عملية قديمة كانت تتم بهدف حفظ الأطعمة من التلف الذى كان يحدث نتيجة غزو البكتيريا الضارة.

أما اليوم لم يقتصر الأمر على التخمير من أجل حفظ الأطعمة من التلف، ولكن أصبح الهدف الأساسى من القيام بعملية التخمير هو مد أمعاء الانسان بالبكتيريا النافعة الصديقة التى تعيش بعيداً عن الهواء وتتكاثر وتكون لنفسها بيئة مناسبة يُطلق عليها الميكربيوم.

والحق يقال أن أغلبيتنا لم يكن يعرف حتى وقت قريب أن تخمير الأطعمة يمدنا ببكتيريا نافعة تعيش فى أمعائنا، بل لم نكن نعرف على الإطلاق أن هناك بكتيريا نافعة صديقة تعيش داخل أمعائنا.

فنحن نسمع دائماً عن الفيروسات والفطريات والبكتيريا الضارة، ولكننا لم نكن نعرف أبداً أن هناك بكتيريا نافعة تُنتج عبر تخمير الأطعمة، بل وتعيش داخل أمعائنا.

كان إقتصار معرفتنا عن التخمير (يُطلق أيضاً على العملية أسم التخليل حسب ما كنا نعرف ونقول) أنه يمدنا بطعام لذيذ نتناوله مع الأطعمة الأساسية، ليفتح شهيتنا لها.




سؤال: كيف تُنتج البكتيريا النافعة وتنمو وتتكاثر أثناء التخمير؟

الإجابة: يحتاج إنتاج ونمو وتكاثر البكتيريا النافعة إلى بيئة معزولة تماماً عن الهواء، كما يحتاج أيضاً إلى ماء خالى من الكلور، وملح بحرى أو ملح يُعرف بأسم الهيمالايا، ويُمنع استخدام الملح الناعم المدعوم باليود، كما يُمنع استخدام الخل، وذلك لأن الخل وملح اليود يعملان على إعاقة تكاثر البكتيريا.

سؤال: لماذا تحتاج عملية التخمير أن تكون بمعزل تام عن الهواء؟

الإجابة: لأن الهواء قد يكون ملوثاً بالبكتيريا الضارة، فيعمل ذلك على إفساد الطعام المُخمر، وبالتالى لا يمكن تناوله.

سؤال: هل هناك طرق أخرى يجب فعلها لضمان نجاح عملية التخمير؟

الإجابة: نعم، يجب غسل جميع الأدوات المستخدمة فى الإعداد لعملية التخمير بالماء الساخن، ويجب استخدام برطمان زجاجى، وغسله بالخل، وتعقيمه بالبخار.

سؤال: ما مقدار الملح الذى يمكن وضعه للتخمير؟

الإجابة: من وجهة نظرى الشخصية، يجب تمليح الطعام الذى سيتم تخميره تمليحاً جيداً جداً، حتى نقطع الطريق على أى فرصة لظهور البكتيريا الضارة أو العفن، لذا يجب الإستمرار فى إضافة الملح وتذوقه، حتى يصل إلى مرحلة عدم تحمله.

سؤال: نحن نعلم أن كثرة الملح غير صحية، فهل يجب إضافة الكثير من الملح؟

الإجابة: من المعروف أن الملح البحرى، وملح الهيمالايا، من أصح أنواع الملح وخاصةً الهيمالايا، وذلك لغناه بالعديد من المعادن التى يحتاجها الجسم، كما يجب التنويه إلى أنه بعد الإنتهاء من عملية التخمير يختفى طعم الملح تماماً ويصبح الطعم الموجود هو الطعم اللاذع، وهو عبارة عن حمض اللاكتيك، والبكتيريا النافعة الموجودة به.

سؤال: كيف نمنع دخول الهواء داخل البرطمان؟

الإجابة: من الأفضل استخدام البرطمان المضمون فى إحكام إغلاقه، وإذا لم يتوافر ذلك البرطمان فيمكن وضع كيس بطريقة مزدوجة تحت غطاء البرطمان وشده من الجانبين، وإغلاق الغطاء جيداً.

سؤال: نحن نعلم أن البلاستيك يمثل خطورة على الصحة، فهل يوجد بديل؟

الإجابة: نعم هناك بديل، فيمكن وضع ورقة بيضاء نظيفة بطريقة أيضاً مزدوجة وشدها من الجانبين وإغلاق الغطاء جيداً، ولكن من الأفضل استخدام كيس، حيث يمكن نقعه فى ماء وخل، وغسله جيداً، ووضعه، فالورقة معرضة للبلل إذا سقط البرطمان على أحد جانبيه، أو إنقلب على رأسه.

سؤال: هل يمكن فتح البرطمان أثناء عملية التخمير للتخلص من غاز ثانى أكسيد الكربون الناتج عن العملية؟

الإجابة: بالطبع لا، لا يجب أبداً فتح البرطمان، حتى لا يدخل الهواء الملوث بالبكتيريا الضارة.

سؤال: كيف يمكننا أن نعرف بأن عملية التخمير تعمل وفعالة؟

الإجابة: يمكن معرفة ذلك بالملاحظة، فإذا ظهرت فقاقيع فى الأعلى، ولاحظت صعود المزيد منها، فهذا دليل على فعالية عملية التخمير.

سؤال: كيف يمكننا أن نعرف بإنتهاء عملية التخمير؟

الإجابة: تنتهى عملية التخمير عند ملاحظة التعكر الشديد للمياه، فتجد الماء قد تحولت شفافيته إلى اللون الأبيض الثقيل، كما يمكنك ملاحظة إختفاء الفقاقيع الناتجة عن نشاط العملية.

سؤال: ما هى الفترة التى يمكن خلالها تخمير الأطعمة؟

الإجابة: يمكن تخمير الأطعمة فى فصل الصيف من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وفى فصل الشتاء من أربعة أسابيع إلى ستة أسابيع.

سؤال: هل يمكن تسريع عملية التخمير بطريقة ما بحيث تكون فترة التخمير أسبوعين فقط على سبيل المثال؟

الإجابة: يمكن تسريع عملية التخمير عن طريق تقطيع الأطعمة قبل تخميرها تقطيعاً جيداً، فمثلاً: البصل، يمكن بشره بدلاً من تخميره صحيحاً، فبشر البصل سيجعل تخميره سريعاً جداً وسهلاً للغاية.

سؤال: بعد إتمام عملية التخمير ماذا نفعل؟

الإجابة: يتم وضع البرطمان داخل الثلاجة، مع الإغلاق الجيد للغطاء.

سؤال: ما هو الوقت المناسب لتناول الأطعمة المخمرة؟

الإجابة: يجب تناول الأطعمة المخمرة على معدة فارغة، حتى تستطيع البكتيريا النافعة الوصول إلى الأمعاء بسهولة، ولا يقضى عليها حمض المعدة الذى يُفرز بكثرة إذا تناولنا الطعام مع الأطعمة المخمرة.

سؤال: على حسب ما نعرف أن تناول الأطعمة المخمرة على معدة فارغة يمكن أن يؤدى إلى الإصابة بقرحة المعدة، فهل هذا صحيح؟

الإجابة: إذا تم تخمير الأطعمة تخميراً صحيحاً مكتملاً فلا يمكن الإصابة بقرحة المعدة، لأنه بعد إنتهاء عملية التخمير لا يكون للطعام المُخمر أى طعم مالح، بل سيكون هناك طعماً لاذعاً فقط، وهذا الطعم اللاذع عبارة عن حمض اللاكتيك والبكتيريا النافعة، ومن المعروف عن البكتيريا النافعة أنها تساهم بشكل أساسى فى التخلص من أية إلتهابات أو قرح موجودة فى الجهاز الهضمى.

سؤال: ما الطريقة الصحيحة لتناول الأطعمة المخمرة؟

الإجابة: تناول ملعقة صغيرة فقط يومياً، فهى تحتوى على ملايين البكتيريا النافعة، لذلك من الأفضل عند تخمير أى طعام أن تقوم ببشره أو تقطيعه قطعاً صغيرة جداً حتى يكون من السهل تناوله بملعقة صغيرة، هذا من جانب، ومن جانب آخر، حتى تكون عملية التخمير سهلة، وفى فترة قصيرة جداً.

سؤال: ما هى فوائد البكتيريا النافعة؟

الإجابة :

١- تعالج الإلتهابات والقرح.

٢- تقضى على البكتيريا الضارة التى تعيش فى الأمعاء.

٣- تقوم بإنتاج مجموعة كبيرة من الفيتامينات التى يحتاج إليها الجسم وخصوصاً الجهاز العصبى.

٤- تقوم بإنتاج الهرمونات المسؤولة عن تحسين المزاج والتخلص من الإكتئاب.

٥- تحسن من عمل العصب الحائر عن طريق تهدئة القولون العصبى.

ليست هناك تعليقات: