ملخص قصة كفاح شعب مصر للصف الثانى الإعدادى الترم الأول

 الصف الثانى الإعدادى - الفصل الدراسى الأول

قصة كفاح شعب مصر



ملخص القصة :

١- الهكسوس هم جماعة من الرعاة كانوا يعيشون فى آسيا.

٢- أغار الهكسوس على مصر من الشمال، حتى وصل زحفهم إلى (محافظة الشرقية الآن)، وعسكروا فى بلدة (أواريس) وأقاموا بها وجعلوها عاصمة يعتصمون بها.

٣- تدخل الهكسوس فى شئون مصر، وعملوا على تفرقة صفوف الشعب وإخماد قوته وإضعاف كلمته، وراحوا يظلمون الناس وينهبون أقواتهم ويسرقون أموالهم ويشردون أبنائهم ويسخرون من عاداتهم وتقاليدهم، وبلغ بمليكهم أن يسخر من (سقنن رع) أمير طيبة.

٤- أرسل ملك الهكسوس رسولاً يقول لسقنن رع: إن أفراس النهر فى طيبة تزعجه فى (أواريس)، وإذا لم تكف أفراس النهر عن هذه الأصوات فسيرسل من يبيدها، مما جعل (سقنن رع) يصيح غاضباً، حيث قال لرسول ملك الهكسوس: أتزعجه أفراس النهر فى طيبة، والمسافة بين طيبة وأواريس سبعمائة ميل أو تزيد، فعاد رسول الهكسوس يقول: لقد علم سيدى أنك تزيد فى جيشك، ولهذا أرسلنى إليك منذراً ومحذراً.

٥- اجتمع (سقنن رع) برجاله للتفكير فى رد الإهانة، وانتهى الاجتماع بأن يرسل (سقنن رع) إلى جميع أمراء مصر ليدعوهم إلى ضم الصفوف، وجمع الكلمة، وقد سمع الأمراء نداء (سقنن رع) ودعوته.

٦- كان لزوجة (سقنن رع) وهى (إياح حُتب) الفضل فى دفعه إلى ساحة الشرف، وبعد موته، شجعت ابنها الأكبر (كاموس) على مواصلة الحرب، وانتصر على الهكسوس وطهر الصعيد منهم، ثم مات وخلفه أخوه (أحمس).

٧- زحف جيش مصر بقيادة (أحمس) من طيبة إلى الشمال، والتقى بالهكسوس الذين لم يجدوا غير الفرار إلى الشمال، وطاردهم (أحمس) حتى اقترب من عاصمتهم (أواريس) حيث هرب ملك الهكسوس وعاد من حيث أتى، وأنقذ (أحمس) مصر القديمة كلها.

٨- فى القرن السابع قبل الميلاد انهارت دولة أشور (العراق حالياً)، وظهرت دولة الفرس كوريث لها.

٩- أعد ملك الفرس (قمبيز) جيشاً كبيراً هجم به على مصر وكانت له الغلبة.

١٠- صمم المصريون على الدفاع والاستماتة وأصروا على أن يكبدوا الفرس أكبر الخسائر.

١١- لجأ (قمبيز) إلى السياسة والخديعة، حيث أمر بتجهيز سفينة تتجه نحو (منف) وعليها منادٍ، ورفع عليها لافتة لكى يطمئن المصريين إليه، طالباً منهم التسليم من غير حرب ومن غير قيد أو شرط، ولم يهتم المصريون، وكانوا ينظرون إلى السفينة نظرات حقد وسخرية.

١٢- لم تضعف الرسالة التى أذاعها رسول (قمبيز) من عزيمة المصريين، بل على العكس زادتهم حماسة على حماستهم وأخذوا يتشاورون، واستقر رأيهم على رفض طلب التسليم وبعثوا برسالة تهديد إلى (قمبيز)، بعد أن تركوا رسوله يذهب بسلام دون أن يقتلوه، افتخاراً بتقاليدهم المجيدة وليس خوفاً منه.

١٣- نصح أحد رجال (قمبيز) ملك الفرس بأن يدعو المصريين باسم فرعون مصر إلى وليمة دون سلاح، حتى تبتعد فكرة الحرب عن تفكيرهم.

١٤- لم ينخدع المصريون بحيلة (قمبيز) عن الوليمة، وعلموا أن الفرس هم من فعلوا ذلك للإيقاع بهم، فحشدوا الجيوش وقابلوا بها (قمبيز)، فاتجه (قمبيز) بقواته إلى (منف) وفتحها وغلب (أبسماتيك).

١٥- بعد انتصار الفرس على (أبسماتيك) ظنوا أن الأمر قد استتب لهم، وأن مصر أصبحت لقمة سائغة أو فريسة سهلة لهم، ولكن المصريين راحوا يقاومون مقاومة الأبطال الأحرار وقاموا قومة رجل واحد ثائرين متمردين، حتى حولوا وادى النيل إلى شعلة ملتهبة من الكفاح الشعبى المسلح، وكلما عاود ملك الفرس الزحف على مصر رده الشعب المصرى ذليلاً مرة أخرى.

١٦- جاء الغزاة المستعمرون إلى مصر ليدخلوا أرضها ويستعبدوا أهلها ويحطموا وجودها، ولكن الشعب وقف لهم وقفة رجل واحد.

١٧- جاء الصليبيون من بريطانيا وفرنسا والنمسا (من كل مكان فى أوربا) يوجهون حملاتهم على الشام وآسيا الصغرى، واستمرت ضرباتهم تتوالى قرابة قرنين من الزمان حتى أغرتهم أنفسهم أن يهزموا مصر، ولكن شجاعة جنود مصر وإيمان أبنائها وعزيمة رجالها أفسدت عليهم كل شئ.

١٨- كان (صلاح الدين الأيوبى) شهماً نبيلاً فى معاملة الصليبيين حين فتح الله عليه بيت المقدس سنة ٥٨٣ هـ، فكان يُحسنُ معاملة أسراهم ويدفع الغرامة الحربية عن فقرائهم ويُعفِى منها نسائهم وأطفالهم.

١٩- علَمَ (صلاح الدين الأيوبى) الصليبيين كيف يقاتل فى شهامة ونُبل، ففى إحدى المعارك فقدت امرأة مسيحية طفلها، فذهبت إلى صلاح الدين تبكى وتصرخ وهى تروى قصة طفلها، فرقَ قلبه وفاضت دموعه وأمر بالبحث عن الطفل فى كل مكان حتى عثر عليه وسلمه لأمه.

٢٠- بعد أن هزم (صلاح الدين الأيوبى) جيش الصليبيين هزيمة مُنكَرة فى واقعة حطين، أراد الصليبيون أن يثأروا منه، فجهز (لويس التاسع) ملك فرنسا حملة صليبية جديدة جاءت مصر واستولت على دمياط وبقيت فيها ستة أشهر، حتى يستكمل ملك فرنسا معدات حملته قبل استئناف زحفه، وعلى الناحية الأخرى قام المصريون بتجميع شملهم، ووحدوا أمرهم.

٢١- بينما كان جيش الصليبيين يستعد للزحف على (المنصورة) توفى (الملك الصالح) ملك البلاد.

٢٢- قررت (شجرالدُر) أن تكتم نبأ وفاة الملك الصالح (نجم الدين أيوب) عن الناس جميعاً، حتى لا تضعف عزيمة الجنود، وأن تنهض هى بتصريف شئون الملِك وتدبير أمر الحرب وإصدار الأوامر باسم زوجها إلى قيادة الجيش، حتى يعود ابنه (توران شاه) وارث العرش من غيابه، وأعلنت أن الملك مريض لا يستطيع أن يستقبل أحداً.

٢٣- هُزم الجيش الفرنسى فى معركة (المنصورة) هزيمة منكَرَة وقُبض على (لويس التاسع) ملك فرنسا، وأمرت (شجرالدُر) بسجنه فى دار ابن لقمان بالمنصورة، ثم أُخلى سبيله بعد أن دفع فدية كبيرة تعويضاً عما أحدثه جنوده من تدمير وتخريب فى البلاد.

٢٤- فى القرن الثالث عشر الميلادى انطلق المغول، وهم قوم استوطنوا بلاد (منغوليا) شمالى الصين، يحاربون إمبراطورية الصين، ثم انطلقوا كالسيل الجارف جنوبى الغرب، فاستولوا على إيران فى غير جهد، ثم أرسل قائدهم (هولاكو) إلى الخليفة العباسى طالباً منه الخضوع والاستسلام، فردهم الخليفة فى كبرياء، فانطلقوا بجيشهم مكتسحين أرض العراق، حتى وصلوا إلى حدود بغداد وأطبقوا عليها من الشرق والغرب ونصبوا حولها المجانيق تقذفها بالسهام والصواعق حتى سلمت بغداد وانطلقوا فيها تدميراً وتخريباً، وانتهت بذلك حياة الدولة العباسية بعد أن عاشت خمسة قرون كاملة بلغت فيها الحضارة العربية أعلى مراتبها، ثم بعد ذلك استولى المغول على الشام فى غير عناء وأصبح سلطانهم يمتد من الصين حتى حدود مصر.

٢٥- اقتربت جيوش المغول من مصر معتقدين أن مصر ستسلم لهم كما سلمت غيرها من البلدان وعندئذ تتحقق السيادة لهم على الشرق العربى كله، ولكن شعب مصر أبَى أن يخضع أو يلين أو يسلم أو يستسلم وعزم على أن يقف فى وجه هؤلاء الغزاة فى عزم وقوة وإيمان تحت زعامة (قطز) حاكم البلاد وقتئذ.

٢٦- خرج (قطز) على رأس الجيش ليواجه المغول فى قرية (عين جالوت)، واصطدم فرسان المغول بالجنود المشاة المصريين الراسخة الأقدام، وعندما ضغط المغول على قلب الجيش، نفذ الجيش خطة التظاهر بالانكسار والفرار فحدثت الثغرة واندفع إليها المغول بقوة حتى قطعوا فيها مسافة مناسبة، ولما حلت اللحظة الحاسمة عاد الفارون وبادر السلطان (قطز) إلى استئناف الهجوم بعزم راسخ وهو يصيح (وا إسلاماه)، وأيدته قوات الجانبين بشدة وعنف فاختل توازن المغول وانفصلت صفوفهم وارتدوا نحو التلال القريبة، وهنا حل دور الفرسان، فانقض الأمير (بيبرس) بفرسانه وارتفع الهتاف (الله أكبر) من بين الصفوف.

٢٧- استمرت معركة (عين جالوت) من الصباح حتى الظهر، ووجد المغول أنفسهم يلاقون الضربات، الواحدة بعد الأخرى، دون رحمة أو شفقة، ولم يتوان (قطز) بعد ذلك عن مطاردتهم حتى طهر أرض الشام منهم.

٢٨- جاء (نابليون بونابرت) إلى مصر غازياً بجيش كبير، وقبل نزوله إلى الإسكندرية أرسل رسوله إلى السيد (محمد كُرَيم) زعيمها وقتئذ يؤمنه على مركزه ويعرض عليه البقاء فى منصبه إذا ساعد الجيوش الفرنسية على النزول إلى أرض مصر، ولكن زعيم الإسكندرية رفض وانضم إلى الأحرار المجاهدين حتى قبض عليه رجال (نابليون) وأرسلوه إلى القاهرة لمحاكمته، وأوحى (نابليون) إلى المجلس العسكرى الذى شُكل لمحاكمته أن يحكم عليه بالقتل رمياً بالرصاص، مع مصادرة أمواله وأملاكه.

٢٩- إتجهت أنظار المصريين إلى قادة وزعماء يثقون بهم ويعملون برأيهم ويهتدون بهديهم لمقاومة الغزو الفرنسى، وكان السيد (عمر مكرم) فى طليعة هؤلاء القادة والزعماء.

٣٠- لم يكن (عمر مكرم) بالزعيم الذى ينتظر دعوةً أو هتافاً، بل رأى أن الواجب يناديه  إلى العمل على مكافحة الغزو الفرنسى، فتقدم الصفوف، وراح يذكى الوطنية فى الصدور، وينظم الصفوف فى كل حى وكل مكان.

٣١- آمن (نابليون) أنه أمام شعب عنيد لن يسكت حتى تعود له حريته واستقلاله، ويَجلوَ الفرنسيون عن أرضه، وأنه لن تهدأ ثورة هذا الشعب إلا إذا تحققت مطالبه كاملة، وأدرك (نابليون) أنه لن يستتب له الأمر.

٣٢- غادر (نابليون) مصر خفية فى أغسطس ١٧٩٩م عندما علم بتدهور مركز فرنسا فى أوربا، وأمر أن يكون (كليبر) قائد الفرنسيين فى مصر من بعده، ولم يكن (نابليون) قد قابل (كليبر) قبل سفره أو استشاره فيما فعل، فكان غيظ (كليبر) عظيماً وغضبه شديداً.

٣٣- فى عهد (كليبر) قام المصريون بثورة عنيفة خرجت من القاهرة (ثورة القاهرة الثانية)، وقد وصف المؤرخون الأجانب كفاح شعب مصر فى هذه الثورة بأنه فاق كل حد، حيث تعاون الجميع رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، وتبرع كل فرد بأكثر مما يستطيع، فهذه سيدة تجود بحُلِيها، وهذه عذراء تجود بمَهرِها، وهذا ثرِى يجود بأرضه، وهذا مواطن يجود بنفسه وروحه.

٣٤- لقد قام أهل القاهرة فى ثورتهم الثانية بما لا يستطيع أحد أن يقوم به، فقد صنعوا القذائف من حديد المساجد، حتى النساء لم تكتفِ الواحدة منهن بالقيام بخدمة الثوار وإعداد الطعام لهم، بل كُنَ يأخذن جنود فرنسا قهراً إلى المنازل القريبة للقضاء عليهم ودفنهم تحت التراب، وقد صمد الثوار سبعة وثلاثين يوماً، ولكن المُستَعمِر حاصر منافذ القاهرة بالمدافع الثقيلة ومنع وصول الأغذية إلى جماهير الشعب، حتى خيم شبح الجوع على أهل القاهرة جميعاً، وعندئذ حمل المُستَعمِر حملته على المجاهدين والمكافحين، ومع ذلك ظل الشعب ثائراً لا الجوع يُخيفه ولا المَدافع تُرهبه.

٣٥- فى طليعة المناطق التى أبدت مقاومة شعبية مجيدة ضد الغزو الفرنسى، منطقة البحر الصغير الواقعة بين المنصورة وبحيرة المنزَلة، تحت قيادة زعيمها الشعبى (حسن طوبار)، هذا الرجل العظيم الذى تردد اسمه فى رسائل (نابليون) ومذكرات قُواده كرمز للمقاومة الشعبية الباسلة.

٣٦- كان (حسن طوبار) زعيماً لمنطقة المنزَلة، وكانت له الزعامة أيضاً على سكان شواطئ البحيرة، وكانت له مراكب صيد كثيرة.

٣٧- لم تكد تبدأ حملة (نابليون) على منطقة المنزَلة حتى اتصل (حسن طوبار) بمشايخ القرى والبلاد وأهلها، وراح ينظم صفوفهم ويثير الحَمية فى صدورهم ويحرك فيهم روح الوطنية المتأصلة فى أعماق قلوبهم حتى استطاع أن يستفزهم للمقاومة والصمود أمام المستعمر الفرنسى.

٣٨- حاول الفرنسيون أن يجتذبوا (حسن طوبار) لصفوفهم ولكنهم فشلوا، فاضطروا أن يُرهبوه هو ورجاله، فتحركت حملتهم واتجهت إلى بلدة (الجمالية) فى منطقة (المنزَلة) عن طريق البحر، وما إن وَصَلوا بمحاذاتها حتى وَحلت سفنهم فى بحر (أشمون) من قلة المياه فيه، فانتهز الشعب هذه الفرصة وراح يمطرهم وابلاً من الرصاص والأحجار، ونشبت معركة عنيفة دامت خمس ساعات إنتهت بنصر الشعب المصرى، وانسحب الفرنسيون، ولكن بعد أن تمكنوا من إشعال النار فى البلدة وإحراقها.

٣٩- حاول الجنرال (فِيال) أن يجتذب إليه (حسن طوبار) مرة ثانية، ولكن هذا الرجل الكبير رفض.

٤٠- بعد أن نزل الفرنسيون أرض مصر وتغلغلوا فيها وسيطروا على أجزاء كثيرة منها، سارت سفنهم فى نهر النيل متجهة نحو الصعيد حتى وصلت إلى قرية جنوبى قنا تسمَى (نجع البارود)، وما إن رأى أهل البلدة السفن الفرنسية حتى غَضِبوا وثاروا واندفعوا نحوها اندفاع رجل واحد، برغم أن عدد هذه السفن قد بلغ (اثنتى عشرة سفينة) محملة بالذخيرة والأغذية.

٤١- نزلت جموع الناس (أهل بلدة نجع البارود) فى ماء النيل سابحة نحو السفن الفرنسية ووصلوا إليها وهجموا عليها واستولوا على ما فيها من ذخائر واستخدموا ما أخذوه من بنادق فى مهاجمة السفينة التى كانت تحمل القائد الفرنسى حتى اتجهت إلى الشاطئ، وتصاعدت صيحات الناس وتوالت طلقات الرصاص تصيب جسم السفينة، ولكن القائد الفرنسى لم يشأ أن يترك سفينته للثوار، فأشعل النار فى مخزون البارود وتصاعدت ألسنة النيران فى الجو، ونزل الثوار إلى ماء النيل وراء القائد الفرنسى وأدركه أحد الشبان الأشداء وهو يصارع الموج ثم حمله إلى الشاطئ وقد أنهكه الإعياء، وفوق الشاطئ لفظ القائد الفرنسى أنفاسه الأخيرة، وانتقاماً مما حدث تتابعت هجمات الفرنسيين على طول الطريق من أسوان إلى قُوصَ، وأخذت الثورات تغزو الصعيد كله من الشمال إلى الجنوب، ودبت حركات المقاومة فى كل مكان.



٤٢- عند بلدة (أبنود) دارت معركة شديدة بين الشعب والجنود الفرنسيين، ووقف وسط هذه المعركة شاب قوى يسمَى (أحمد الأبنودى) يدعو إلى الصمود ومقاومة العدو، وصافحه أهل البلدة وعاهدوه على المقاومة والكفاح.

٤٣- خرج (أحمد الأبنودى) ومن انضم إليه من رجال بلدة (أبنود) لمواجهة العدو الفرنسى القادم إليهم وقد أمسك كل منهم بمدفع حديث مما استولى عليه أهل الصعيد من الجنود الفرنسيين.

٤٤- جاء الجنود الفرنسيون بعتاد كثير إلى بلدة (أبنود)، فتحصن (أحمد الأبنودى) وبعض رفاقه فى موقع حصين بالبلدة وراحوا يطلقون الرصاص على الفرنسيين، فما كان من جنود العدو إلا أن أشعلوا النار فى مساكن البلدة.

٤٥- ظل (أحمد الأبنودى) يقاوم العدو الفرنسى وسط النيران والدخان وكان قد احتمى بقصر مهجور لأحد المماليك وبمسجد قريب منه، وبعد فترة غير قصيرة تَضعف قوى الفرنسيين وتكف مدافعهم عن الضرب ويشرعون فى الانسحاب، وقبل انسحابهم يشعلون بعض الفتائل ثم يلقونها على القصر والمسجد، ونصب الفرنسيون مدافع جديدة وشرعوا يشنون حرباً طاحنة على الشعب، وفى هذه المرة كانت المدافع جاهزة بحيث لم يستطع الأهالى أن يصمدوا أمامها طويلاً، وأحدثت الطلقات ثغرات فى المسجد والقصر فتسرب منها الجنود الفرنسيون إلى الداخل، وأشد ما كانت دهشتهم عندما وجدوا أنفسهم محصورين بستار من الدخان أعمى أبصارهم وأفقدهم عقولهم فأصابهم الإغشاء وسقطوا على الأرض.

٤٦- صعد (أحمد الأبنودى) إلى المئذنة وفى يده مدفعه، وأخذ فى وسط النيران التى تحيط به يُرسِل الطلقات بعد الطلقات وهو يقول الله أكبر الله أكبر، وانقضى النهار و(أحمد الأبنودى) مُعلق فوق المئذنة وهو يسدد الضربات إلى الفرنسيين، وعندما حَلَ الليل تسلل (أحمد الأبنودى) من المسجد بعد أن لبس ثياباً أخرى وترك ثيابه الأولى فى المئذنة، وعندما جاء الصباح فى اليوم التالى خُيل لأحد الجنود الفرنسيين أن (أحمد الأبنودى) واقف فى المئذنة لا يتحرك، فوجد فى نفسه الشجاعة للصعود إلى المئذنة للقبض عليه، وأشد ما كانت دهشته عندما أدرك أن هذه ثيابه وأنه قد انسحب.

٤٧- كان الشعب المصرى يتمسك بحريته وحقوقه، كان يرفض أن يستبد حاكمه أو يَسوقه كما تساق الأنعام، كان يقف له بداية الأمر ناصحاً محذراً، فإذا لم يستمع هذا الحاكم إلى نصيحته أو تحذيره ثار عليه وتمرد وأنزله من عرشه وسَلَبه مُلكه وسلطانه، وقصة (خورشيد) مع شعب مصر عام ١٨٠٥م تبين شجاعة ذلك الشعب وقوة إرادته.

٤٨- كان (خورشيد) والياً فاسداً ظالماً وحاكماً مستبداً قاسياً لا يحب شعبه ولا يعرف الرحمة بالناس، كان كل همه فى الحياة أن يجمع المال الوافر لينفقه على متعه وشهواته ورغباته الشريرة الفاسدة، وكان يستعين فى حُكمه للشعب المصرى بجنود غير مصريين، لا هَم لهم غير النهب والسلب والإضرار بالناس.

٤٩- غضب الشعب المصرى من أعمال (خورشيد) الشريرة وتصرفاته السيئة حتى بلغ الغضب غايته، ففى مايو ١٨٠٥م عندما اعتدى جنود الوالى على الأهالى اعتداءً مؤلماً واندفعوا إلى المحلات فنهبوها، وإلى المواطنين المارين فى الشوارع والطرقات فسلبوا ما كان فى جيوبهم من مال، حتى البائع الجائل خطفوا بضاعته وأكلوا ثماره وفاكهته، شَعَرَ الشعب أنه ليس من الشرف ولا من الكرامة أن يسكت عن هذا الفساد، أو أن يَقبل هذا العار، فثارت جموعه وانطلقت فى الشوارع والميادين، شباباً وشيوخاً، صغاراً وكباراً يهتفون بسقوط (خورشيد) وجنوده، وقد لجأت جموع الشعب الثائرة إلى المشايخ والعلماء، وكان لهم فى هذا الوقت مكانة عظيمة عند الناس، وكانوا موضع احترامهم وتقديرهم، ولهذا وثقت بهم طوائف الشعب والتفَت حولهم ورضيت بقيادتهم وزعامتهم.

٥٠- تجمعت جموع الشعب المصرى وطوائفه مع المشايخ والعلماء حول دار المحكمة العليا لتقديم مطالبهم إلى الوالى (خورشيد)، وتتلخص هذه المطالب فى :

(١) خروج الجنود الأجانب من البلاد.

(٢) عودة المواصلات بين الوجهين البحرى والقبلى.

(٣) عدم فرض ضرائب جديدة من غير موافقة العلماء وزعماء الشعب.

وأُرسلت هذه المطالب إلى (خورشيد) حيث كان متحصناً فى قلعته، وبدلاً من أن يمنح الشعب حقوقه ويخضع لرغباته العادلة، ضحِكَ وسخرَ وأنكَر حق الشعب فى هذه المطالب.

٥١- لما علم العلماء والزعماء عدم قبول الوالى (خورشيد) مطالبهم، ازدادوا غضباً وثورة وقرروا خلعه وأعلنوا قرارهم للجموع الكثيرة التى كانت تتزاحم كل يوم حولهم، فما كان من الشعب الثائر إلا أن قرر محاصرة (خورشيد) فى قلعته، واندفعت جماهير الشعب مزودة بالسلاح والبنادق تحاصِر (خورشيد) فى قلعته، أبت طوائف الشعب أن تترك مكانها حتى يخضع (خورشيد) لإرادتها ومطالبها أو يرحل.

٥٢- ظل الشعب المصرى يحاصِر (خورشيد) فى قلعته معلناً أنه لن يتخلى عن مطالبه ولو كرهَ الوالى وجنوده، وأمام إصرار الشعب وإرادته وجد سلطان تركيا أنه لا مفر من خلع هذا الوالى الظالم، لتهدئة الشعب.

٥٣- وصلت الحملة الإنجليزية إلى الإسكندرية بقيادة (فريزر) (حملة فريزر) فى منتصف مارس ١٨٠٧م، فما كان من (أمين أغا) مُحافظ الإسكندرية وقتئذ، إلا أن سلمها لهم، فقد كان تركى الأصل، لا يجرى فى عروقه الدم المصرى الأبى الأصيل.

٥٤- جمع مُحافظ رشيد العلماء والأعيان والأدباء والتجار وكبار رجال الحامية ومختلف طوائف الشعب فى مؤتمر للتشاور فى أمر الحملة الإنجليزية، وقد خيرهم المُحافظ بين أمرين: إما أن يصمدوا لعدوهم ويستشهدوا فى سبيل الوطن دفاعاً عن الديار والأبناء والأموال، وإما أن يكتبوا لأنفسهم الذل والعار والهوان، وبعد مناقشات استقر رأى الجميع على المقاومة حتى الموت، وانطلق الأدباء يلقنون الشعب الأناشيد الوطنية التى ترددها الجماهير، وقد تردد صدى هذه الأناشيد فى أنحاء رشيد، فبعثت الحماسة فى النفوس، واستعد الناس لليوم الفاصل فى تاريخهم استعداداً كبيراً.

٥٥- أرسل مُحافظ رشيد رُسُلَهُ إلى خارج المدينة ليخبروه بموعد قدوم جيش الإنجليز، ليكون الشعب على استعداد للقائه، وعندما رأى هؤلاء الرسل جيش العدو على بُعد أربعة كيلومترات من المدينة انطلقوا مُسرعين بجيادهم إلى المُحافظ ليخبروه، ولم تمضِ لحظات حتى انطلق المنادون فى شوارع رشيد يأمرون بالاستعداد والاختباء فى المنازل والمتاجر حتى تحين اللحظة المناسبة، وفى دقائق معدودات كانت شوارع المدينة خالية من كل نشاط وحركة.

٥٦- وُزعت الجنود المصرية مع المجاهدين من أهل رشيد على المنازل الواقعة فى شارع (دهليز الملِك) والمشرِفَة عليه باعتباره المدخل الرئيسى للمدينة، كما صدرت الأوامر بفتح الباب الغربى المتصل بدهليز الملِك، ففُتح على مصراعيه، وانسحب الجنود من خلف الأسوار إلى داخل المدينة.

٥٧- عند الظُهر دخل الجنود الإنجليز من باب مدينة رشيد آمنين، وكان الطريق الرملى بين الإسكندرية ورشيد قد أنهكهم، وكان اليوم شديد الحر على الرغم من فصل الربيع، ولم يعترض أحد طريق الغزاة، بل جالوا فى المدينة، فلم يصادفوا فيها انساناً، وأعجبهم ما يشاهدون من حدائق فيحاء، ورأوا أول مرة مياه النيل العذبة الجارية وضفتيه المزدانتين بالخضرة الزاهية، وقد قامت أشجار النخيل العاليات على جانبيه، فاتخذوا من شارع (دهليز الملِك) والشوارع الأخرى مكاناً للاستراحة، وبعد أن اطمأنوا لعدم وجود المقاومة، خلعوا أسلحتهم وتخلصوا من أمتعتهم، ومالوا إلى الراحة، وأخذوا يتسامرون ويتضاحكون، وقد انتشروا فى شوارع المدينة طبقاً للخطة المرسومة، يستظلون بظلها الظليل، وفجأة انهال عليهم الرصاص من شُرفات المنازل ونوافذها، وخرج الجنود والأهالى المجاهدون وقاتلوا الإنجليز بالسلاح الأبيض، واشترك النساء فى المعركة فكُنَ يُنشِدنَ الأناشيد ويضربن بالدفوف، فضعفت قوة الإنجليز وخرجوا من باب المدينة منتشرين فى الصحراء.


قال :

احتلال الهكسوس لمصر :

١- (سقنن رع) أمير طيبة :

(أ) لن نرضى الحياة فى وطننا عبيداً أذلاء، ولن نقبل أن يتحكم فينا عدو يُفسِد علينا نفوسنا وأفكارنا، ويغتصب أرضنا ويقتل أبنائنا ويحطم عزتنا وكرامتنا.

(ب) بُورِكَ فيكم يا أمراء مصر، هكذا تلتقى صفوفنا، وهكذا تتوحد إرادتنا. 


٢- أمير بُوتُو :

(أ) لقد تجاوز الظالمون المدى.

(ب) أما أنا فسأدبر لكم الرجال وما تحتاجون إليه من أقواتٍ وخيام.


٣- أمير قِفطَ :

(أ) لن نقبل هذه الإهانة أبداً.

(ب) يا (سقنن رع)، إن جنودى وما فى خزانتى من مالٍ وَقف على قتال هؤلاء الدخلاء.


٤- أمير أرمنت :

(أ) لابد من تأديبه وطرده من هذه البلاد.   (يشير إلى ملك الهكسوس)

(ب) سأقدم لقتال هؤلاء الدخلاء كل ما جمعته من عربات لكى نحاربهم بمثل ما يحاربوننا به.


٥- أمير أبيدوس: لن أترك فى مقاطعتى رجلاً إلا أرسلته إلى قتال هؤلاء الهكسوس.


غزو الفرس لمصر :

(قمبيز) ملك الفرس للمصريين: لم أكتب إليكم لإرغامكم، فإنى أود زيارتكم، لا حرج عليكم، إذا أردتم الحضور إلى، تعالوا إلى، أنا الذى سيمنحكم مجداً أكثر مما تتمتعون به الآن.
أكتب إليكم هذا، وأذيعه عليكم، فإذا استمعتم إليه كان خيراً لكم، وإلا فكونوا مستعدين لملاقاة غضبى الذى سينصَب على رءوسكم، إنى سيد الأرض كلها.


غزو الصليبيين لمصر :

(صلاح الدين الأيوبى) لأم الطفل الذى فُقد فى إحدى المعارك: إننا نحارب قوماً طلبوا حربنا، ولسنا نحارب النُبل والإنسانية.


الاحتلال الفرنسى لمصر :

(أحمد الأبنودى) لأهل بلدة (أبنود): لقد عَزمتُ على أن أثأر من هؤلاء الفرنسيين الذين جاءوا لاغتصاب أرضنا وبلادنا حتى ولو كان فى ذلك موتى ونهايتى.


الوالى الظالم (خورشيد) :

١- (خورشيد) والى مصر للسيد (عمر مكرم): كيف لا تطيعون أولى الأمر منكم وأنتم رجال الدين؟.

٢- السيد (عمر مكرم) لرسول (خورشيد): نحن لا نطيع إلا الوالى العادل، و(خورشيد) أبعد ما يكون عن العدل والرحمة، أية طاعة تجب على الشعب لهذا الوالى الذى استبد وطغى؟، أية طاعة تجب على الشعب لهذا الوالى الظالم الذى لا يعرف غير السلب والنهب والتعذيب؟، أية طاعة تجب على شعب سلبه هذا الوالى الأحمق حريته وكرامته؟، قل لخورشيد إنه ليس الوالى الذى تجب على الشعب طاعته.

٣- السلطان التركى لخورشيد: لقد أدركنا غضب الشعب المصرى وتمرده عليك وحصاره لقلعتك، وأدركنا أنه من الخطأ تأييدكم فى سياستكم التى أثارت الشعب ورأينا أنه لابد من عزلكم تحقيقاً لرغباته واستجابة لمطالبه.


حملة (فريزر) الإنجليزية على مصر :

مُحافظ رشيد: يا أهل رشيد هذا يومكم، وتلك دياركم، فدافعوا عنها بكل ما استطعتم من قوة، واعلموا أن مصير مصر كلها فى أيديكم، أنتم أمام أمرين: إما أن تصمدوا لعدوكم وتُستَشهدوا فى سبيل وطنكم، دفاعاً عن دياركم وأبنائكم وأموالكم، وإما أن تكتبوا لأنفسكم الذل والعار والهوان وهذا لا أرضاه لكم.


إنتهى عرض ملخص القصة

تمنياتى للجميع بالنجاح والتفوق


١٠ اختبارات على القصة بإجاباتها النموذجية من هنا

ليست هناك تعليقات: